تواجه شركة أبل حالياً موقفاً متناقضاً، فبينما تحتفل بخطوة تصنيعية كبرى في الولايات المتحدة، تتزايد الشكاوى حول عيوب محتملة في أحدث هواتفها.
استثمارات أمريكية في الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة أبل عن بدء شحن منتجات خوادم الذكاء الاصطناعي المصنعة في الولايات المتحدة لأول مرة. وأكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، يوم الخميس أن “خوادم أبل المتقدمة المصنعة في أمريكا يتم شحنها الآن من منشأتنا الجديدة في هيوستن (تكساس) إلى مراكز بيانات أبل”.
وأوضح كوك أن هذه الخوادم ستساهم في تشغيل “الحوسبة السحابية الخاصة” (Private Cloud Compute) وخدمة “Apple Intelligence”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي كجزء من التزام أبل باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.
الالتزام بالتصنيع المحلي
وكان كوك قد أعلن عن هذا الاستثمار الضخم في البيت الأبيض خلال شهر أغسطس الماضي، كجزء من “برنامج التصنيع الأمريكي” (AMP). ويهدف البرنامج إلى توسيع الاستثمارات في جميع أنحاء البلاد وزيادة تصنيع المكونات والمعدات الرئيسية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي محلياً، بدءاً بإنتاج الخوادم في هيوستن.
تأتي هذه الخطوة في وقت كانت فيه خوادم أبل تُنتج بالكامل خارج الولايات المتحدة. وعلى الرغم من الضغوط التي مارسها الرئيس السابق ترامب لدفع الشركة لتصنيع منتجها الرئيسي “آيفون” في أمريكا، لا تزال أبل تعتمد على الصين والهند لإنتاج هواتفها.
أزمة اتصال في هواتف آيفون 17
في المقابل، يواجه المستهلكون الذين سارعوا لشراء أحدث هواتف الشركة “آيفون 17” مشاكل متزايدة. بعد شهر من إطلاقه، أبلغ عدد كبير من المستخدمين عن مشاكل واسعة النطاق في الاتصال الخلوي، تشمل بطء شديد في نقل البيانات أو انقطاعها تماماً، وسط صمت مطبق من جانب شركة أبل.
ووفقاً لمصادر صناعية ومنتديات متخصصة عبر الإنترنت، ظهرت مئات المنشورات في منتدى “آ سا سيوروم مويم” (A Sseureum Moim)، وهو أكبر منتدى لمستخدمي آيفون في كوريا الجنوبية ويضم أكثر من 2.36 مليون عضو، تصف حالات من البطء وانقطاع الاتصال في سلسلة آيفون 17 الجديدة.
شكاوى عالمية وصمت من أبل
لم تقتصر المشكلة على كوريا الجنوبية، حيث ظهرت شكاوى مماثلة في الولايات المتحدة عبر منصة “ريديت” (Reddit). يثير المستخدمون مخاوف بشأن عيوب محتملة تؤثر على طرازي “آيفون 17 برو” و “آيفون 17” العادي. ويجمع المستخدمون على أن وظائف “الواي فاي” تعمل بشكل طبيعي، بينما تعاني شبكات البيانات الخلوية من بطء ملحوظ.
وكتب أحد المستخدمين: “رسائل تطبيق كاكاو توك (KakaoTalk) تصل متأخرة”. وأضاف آخر: “تطبيقات تداول الأسهم تنفذ الأوامر ببطء أكبر”.
البحث عن السبب: برمجيات أم عتاد؟
تم إطلاق سلسلة آيفون 17 رسمياً في كوريا الجنوبية في 19 سبتمبر. وتستخدم الهواتف الجديدة مودم “كوالكوم إكس 80” (Qualcomm X80)، وهو نفس المودم المستخدم في هواتف “آيفون 16” السابقة وهواتف “جالاكسي إس 25” من سامسونج. اللافت أن أجهزة سامسونج لا تظهر عليها أي مشاكل اتصال مماثلة، مما يشير إلى أن السبب قد يكمن في تحسين البرمجيات (Software Optimization) من جانب أبل.
وأجرى موقع “فون أرينا” (PhoneArena) التقني الأمريكي استطلاعاً للرأي، وجد أن ما يقرب من نصف مستخدمي آيفون 17 واجهوا شكلاً من أشكال مشاكل أداء الاتصال الخلوي.
قلق المستهلكين ومطالبات بالشفافية
بينما يعتقد المحللون أن المشكلة على الأرجح مرتبطة بالبرمجيات ويمكن إصلاحها عبر تحديث، يخشى بعض المستهلكين من وجود خلل في العتاد (Hardware) قد يؤثر على قيمة إعادة بيع الأجهزة إذا تم تأكيد ذلك.
وعلى الرغم من الاستفسارات المتكررة، لم تقدم أبل أي تفسير رسمي أو جدول زمني لحل المشكلة. ويطالب المستهلكون بالشفافية والتعويض في حال ثبت أن المشكلة ناتجة عن عيب مصنعي في الجهاز.