يشهد تطبيق “واتساب” تغييرات مستمرة تؤثر على كيفية إدارة المستخدمين لبياناتهم ومحادثاتهم. فبينما يبحث البعض عن طرق لاستعادة الرسائل التي حذفها المرسلون، يواجه مستخدمو روبوتات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، سياسة جديدة من شركة “ميتا” ستغير طريقة استخدامهم للتطبيق، مما يطرح تساؤلات حول كيفية الحفاظ على سجلات تلك المحادثات.
حيلة لاستعادة الرسائل المحذوفة
يواجه العديد من مستخدمي “واتساب” ظاهرة تلقي رسائل يتم حذفها بسرعة من قبل المرسل، سواء كان ذلك عن طريق الخطأ أو لتراجع المرسل عن إرسالها. هذا الأمر يثير فضول المستقبل حول محتوى الرسالة، خاصة عند رؤية إشعار “تم حذف هذه الرسالة”.
وخلافاً للاعتقاد الشائع، يشير خبراء تقنيون إلى أن حذف الرسالة لا يعني اختفاءها تماماً. فعلى الرغم من أن “واتساب” يتيح ميزة الحذف للمحادثات الفردية والجماعية عبر مختلف أنظمة التشغيل (أندرويد، iOS، ويندوز)، إلا أن ما يتم إرساله أو استقباله يظل قابلاً للاسترجاع لدى الطرف الآخر.
يمكن للمستخدم الذي يرغب في الاطلاع على الرسالة المحذوفة اللجوء إلى خاصية النسخ الاحتياطي “backup”. تتطلب العملية خطوات بسيطة: أولاً، إزالة تطبيق “واتساب” من الهاتف، ثم إعادة تحميله وتثبيته. عند تسجيل الدخول مجدداً، يتيح التطبيق خيار استعادة المحادثات من النسخة الاحتياطية، وهو ما يعيد إظهار الرسائل المحذوفة وكأنها لم تُحذف أصلاً.
“ميتا” تقيد روبوتات الدردشة العامة
وفي سياق متصل بإدارة الرسائل والبيانات، أعلنت شركة “ميتا” عن تغيير جذري في سياسة واجهة برمجة تطبيقات الأعمال (API) الخاصة بـ “واتساب”. ستقوم الشركة بمنع روبوتات الدردشة ذات الأغراض العامة، وعلى رأسها ChatGPT، من العمل على المنصة.
سيظل “واتساب” يسمح للعملاء التجاريين باستخدام منتجات ذكاء اصطناعي متخصصة، مثل تلك المستخدمة في خدمة العملاء، لكن الحظر على الروبوتات العامة سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 15 يناير 2026. وأشارت “ميتا” إلى أن روبوتات الذكاء الاصطناعي هذه وضعت عبئاً إضافياً على أنظمة “واتساب”، مسببة زيادة ملحوظة في حجم الرسائل المتداولة.
50 مليون مستخدم لـ ChatGPT عبر “واتساب”
رغم أن “ميتا” لم تكشف عن حجم الزيادة في حركة المرور، إلا أن شركة OpenAI، المطورة لـ ChatGPT، أوضحت في منشور لها أن أكثر من 50 مليون شخص يستخدمون “واتساب” للتواصل مع ChatGPT. يعد هذا الرقم كبيراً ومفاجئاً، خاصة إذا ما قورن بإجمالي مستخدمي ChatGPT النشطين أسبوعياً البالغ عددهم 700 مليون.
ولم يتضح ما إذا كان هؤلاء المستخدمون يعتمدون حصرياً على “واتساب” للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، أم يستخدمونه في ظروف معينة لا تتوفر فيها تطبيقات ChatGPT الأخرى (سطح المكتب، الويب، أو الهاتف المحمول)، كما لا يُعرف عدد المشتركين منهم في الخدمة المميزة المدفوعة.
كيفية حفظ سجل المحادثات قبل الحظر
الخبر الجيد للمستخدمين هو إمكانية حفظ سجل محادثاتهم مع ChatGPT قبل الانتقال إلى تطبيق آخر. وكانت OpenAI قد أطلقت ChatGPT على “واتساب” في ديسمبر 2024، وطورت التجربة لاحقاً بإضافة مزايا مثل دعم الرسائل الصوتية وتحميل الصور، وحتى جلب نموذج توليد الصور الخاص بها إلى “واتساب”. لهذا السبب، قد يرغب المستخدمون في حفظ محادثاتهم.
وأوضحت OpenAI أن “واتساب” لا يدعم حالياً “تصدير المحادثات”، وأن الطريقة الوحيدة لضمان حفظ الرسائل السابقة هي إنشاء حساب ChatGPT رسمي وربطه بالخدمة على منصة أخرى.
وللقيام بذلك، يجب على المستخدمين الذين ليس لديهم حساب اتباع الخطوات التالية:
-
تحميل تطبيق ChatGPT على (آيفون أو أندرويد) أو استخدام ChatGPT في متصفح الويب.
-
إنشاء حساب ChatGPT جديد وتسجيل الدخول.
-
ربط الحساب عن طريق النقر على ملف تعريف ChatGPT داخل “واتساب” والضغط على الرابط (URL) الموجود بداخله.
سيستمر ChatGPT بالعمل في “واتساب” حتى 15 يناير 2026. أما المستخدمون الذين لديهم حساب حالي، فيكفيهم تنفيذ الخطوة الثالثة فقط لربط حساباتهم. وبالنسبة للمستخدمين الذين ربطوا نشاطهم على “واتساب” بحساباتهم مسبقاً، فلا يحتاجون لاتخاذ أي إجراء إضافي، حيث من المفترض أن يظهر سجل محادثاتهم في “واتساب” ضمن سجل ChatGPT على المنصات الأخرى.