ميتا تستعد لإطلاق نظاراتها الذكية الجديدة وسط تركيز متزايد على سلامة المراهقين في عالم الذكاء الاصطناعي

تستعد شركة ميتا للكشف عن أحدث ابتكاراتها في مؤتمرها السنوي للمطورين “كونكت”، والذي يُعقد يومي 17 و 18 سبتمبر، حيث تشير كافة الدلائل إلى أن النظارات الذكية ستكون محور التركيز الأساسي هذا العام. ويأتي هذا التوجه الطموح في وقت تواجه فيه الشركة، إلى جانب عمالقة التكنولوجيا الآخرين، ضغوطًا متزايدة لمعالجة التحديات المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية للمستخدمين الشباب.

مؤتمر “كونكت”: نافذة على مستقبل الحوسبة

أعلنت ميتا عن تفاصيل جدول أعمال مؤتمرها القادم، والذي يتضمن كلمة رئيسية للمدير التنفيذي مارك زوكربيرغ في 17 سبتمبر، تليها كلمة للمطورين في 18 سبتمبر، بالإضافة إلى جلسة حوارية هامة بعنوان “مستقبل الحوسبة”. ومن الواضح أن الشركة تعتزم البناء على النجاح الذي حققته مع نظارات “Ray-Ban Meta”، وتقديم رؤيتها المستقبلية التي تضع “نظارات الذكاء الاصطناعي”، كما تسميها ميتا، في صدارة استراتيجيتها.

“هايبرنوفا”: نظارة ثورية بشاشة مدمجة

تتزايد التكهنات حول إطلاق الشركة لجيل جديد من النظارات الذكية التي تحمل الاسم الرمزي “Hypernova”. ووفقًا لتقارير متعددة ومحللين في سلاسل التوريد مثل مينغ-تشي كو، فإن هذه النظارات الجديدة ستتميز بوجود شاشة عرض مدمجة، ومن المتوقع أن يبلغ سعرها حوالي 800 دولار أمريكي. وقد عززت سلسلة من التسريبات، التي بدأت في أواخر يونيو الماضي، هذه التوقعات، حيث أظهرت صورًا مسربة تصميم النظارة بالكامل، مما يشير إلى أن “هايبرنوفا” قد يكون مشروعًا مستقلاً لميتا، دون شراكة مع شركة “EssilorLuxottica” المصنعة لعلامتي “Ray-Ban” و “Oakley”.

تحديات الذكاء الاصطناعي: خطوات لمعالجة المخاوف

في سياق متصل، وفي الوقت الذي تستعد فيه ميتا لدفع حدود الابتكار، أعلنت هي وشركة OpenAI عن اتخاذ إجراءات جادة لتحسين استجابة روبوتات الدردشة الذكية للمراهقين الذين يعانون من ضائقة نفسية أو يبحثون عن مواضيع حساسة. تأتي هذه الخطوة استجابة للمخاوف المتنامية حول سلامة المستخدمين الشباب.

إجراءات جديدة لحماية المراهقين

أعلنت شركة OpenAI، مطورة ChatGPT، أنها ستطرح هذا الخريف أدوات رقابة أبوية جديدة تسمح للآباء بربط حساباتهم بحسابات أبنائهم المراهقين، مما يمكنهم من تعطيل ميزات معينة وتلقي إشعارات عندما يرصد النظام أن المراهق يمر بلحظة ضيق حاد. جاء هذا الإعلان بعد أسبوع من رفع دعوى قضائية ضد الشركة من قبل والدي مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا، زاعمين أن ChatGPT قد أرشده في التخطيط لإنهاء حياته.

من جانبها، أكدت شركة ميتا أنها بدأت بالفعل في حظر روبوتات الدردشة التابعة لها من التفاعل مع المراهقين في محادثات تتعلق بإيذاء النفس، الانتحار، أو اضطرابات الأكل، وتقوم بدلاً من ذلك بتوجيههم إلى مصادر دعم متخصصة.

دعوات لرقابة مستقلة ومعايير سلامة إلزامية

سلطت دراسة حديثة نُشرت في الدورية الطبية “Psychiatric Services” الضوء على وجود تناقضات في استجابات روبوتات الدردشة الشهيرة مثل ChatGPT و Gemini من جوجل و Claude من Anthropic للاستفسارات المتعلقة بالانتحار. وقال ريان ماكبين، الباحث الرئيسي في الدراسة من مؤسسة RAND، إنه على الرغم من أن خطوات OpenAI وميتا “مشجعة”، إلا أنها تظل “خطوات تدريجية”. وأضاف قائلاً: “بدون وجود معايير سلامة مستقلة، واختبارات سريرية، ومعايير قابلة للتنفيذ، فإننا ما زلنا نعتمد على التنظيم الذاتي للشركات في مجال تكون فيه المخاطر على المراهقين عالية بشكل خاص”.

Related Posts